مفهوم إدارة الصف

يشير مفهوم "إدارة الصف " إلى عمليات توجيه وقيادة الجهود التي يبذلها المعلم وتلاميذه في غرفة الصف وأنماط السلوك المتصلة بها ،باتجاه توفير المناخ ألازم لبلوغ الأهداف التعليمية المخططة 0وتتطلب إدارة الصف تحديدا دقيقا للأدوار التي يؤديها المعلم نفسه وتلك التي يقوم بها التلاميذ ،وتنظيم المواد والأدوات والأجهزة التعليمية /التعلمية بشكل ييسر عمليات التعليم والتعلم إلى أقصى ما تستطيعه قدرات المتعلمين 0كما تتطلب قدرة المعلم على تحريك الجهود وأنماط السلوك جميعها لجعل التعليم والتعلم في غرفة الصف أمرا ممكنا وممتعا وهادفا دون إحباط ودون إهدار في الجهد أو الوقت0

المناخ التعلّمي الصفي والنظام:

يشير المناخ التعلّمي الصفي إلى الجوّ العام أو الحالة العامة التي تسود غرفة الصف في موقف تعليمي/تعلّمي معين0 ولا يقتصر هذا على الجوّ أو المناخ المادي المتمثّل في التنظيم الصفي وترتيب المقاعد الاضاهء ودرجة الحرارة والوسائل السمعية أو البصرية المتوافرة ،بل يتعدّى ذلك إلى المناخ النفسي الذي يسود غرفة الصف بنتيجة العلاقات الناشئة بين المعلّم والتلاميذ ،وبين التلاميذ والتلاميذ في إطار المهمّات التعليميّة والتعلّمية التي تجري في غرفة الصف ، باتجاه تحقيق الأهداف التعلّمية المنشودة والمخططة0

ويشير النظام في غرفة الصف إلى انضباط سلوك المتعلمين في الموقف التعليمي /التعلمي بحسب القواعد والأنظمة المرعية وبما ييسر عملية التفاعل الصفي باتجاه تحقيق الأهداف المخططة والمنشودة بمشاركة جميع عناصر الموقف كل بحسب المهمّات المخططة له0 فالمعلّم المنظم يخطط لكل خطوة ومهمة تعليمية أو تعلّمية بكل عناية ودقة قبل الشروع فيها ،كما يشرك المتعلمين في تحديد واختيار أهداف التعلّم ومهماته من بين أبدال يعرضها عليهم0

إدارة الصف والنظام :

لا يتعارض مفهوم النظام والانضباط الصفي مع مفهوم الإدارة لغرفة الصف ،بل على العكس من ذلك ، فإنّ هذا المفهوم يعزّز الديمقراطية ويبعد شبح التسلط والتسيب0 فالإدارة من أجل النظام والنظام من أجل التعلم الهادف ذي المعنى ،يشكلان روح الإدارة الديمقراطية التعليمية والتعلّمية للصف0 أما التسلط والتسيب فينشآن عن عدم المشاركة وعدم التخطيط واللامبالاة0 فالمعلم الذي لم يخطط للموقف بشكل واضح ودقيق ولم يحدّد أهدافه ومهماته ومهمات تلاميذه ،سيجد نفسه مضطرا لاستخدام القوة والتسلط والعقاب للسيطرة على النظام في صف يعاني من التسيب التعلّمي ، وفي مناخ صفي غائم ضبابي ، الرؤية فيه غير واضحة0 وهكذا ، يكون الوقت مهدورا والجهد مبعثرا ضائعا والنتاجات غير واضحة ولا مضمونة ، والنهاية مشوشة كالبداية0

الطاعة والنظام في غرفة الصف :

صحيح أننا نعلّم التلاميذ الطاعة ،ولكن أي نوع من الطاعة نريدهم أن يظهروا في سلوكهم الصفي؟هل نريدها طاعة عمياء؟ أو نريدها التزاما وخضوعا لأوامر المعلم وتعليماته بغض النظر عن دورها في عملية التعليم والتعلم؟

إن الطاعة أمر أساسي ينبغي أن يتعلمه التلاميذ ،ولكننا نريد لهذه الطاعة أن تكون طاعة واعية مفكرة ،لا مجرد امتثال لأوامر المعلم وسلطته 0 ينبغي على المعلم أن يعود تلاميذه وبشكل تدريجي كيف يحبون النظام والانضباط وكيف يمتثلون لتعليمات المعلم وأوامره منطلقين من وعيهم لقيمة هذا الانضباط ودور ذلك الامتثال في توفير المناخ اللازم لهم لكي يتعلموا ويسيروا بانتظام نحو الأهداف المنشودة ، وبذلك ينمو لديهم الانضباط الذاتي النابغ من داخل المتعلم نفسه والناشئ عن الاقتناع بدوره وأهميته له ، والذي يحتاجه هو نفسه لضبط سلوكه وتوجيهه بشكل ليجابي وبناء نحو النماء والتكيف0 والتلميذ المنضبط ذاتيا يحافظ على النظام في غرفة الصف ويراقب سلوكه ذاتيا ،ويحرص على الالتزام بتعليمات المعلم وطلباته سواء أكان المعلم موجودا في غرفة الصف أم غير موجودة0

الانضباط الداخلي والضبط الخارجي :

يعتبر ضبط النظام الصفي من الداخل هو الأهم والأصعب تحقيقا مقارنة مع النظام المفروض من الخارج ، لأنه يرتبط بالسلوك والشخصية والعقل0 وللتمييز بين نوعي الانضباط نضرب المثلين التاليين : فالتلميذ الذي يطلب إليه المعلم أن يجلس في مقعده ليحل مسألة يحددها له أو ليحفظ خصائص الحيوانات اللبونة أو جدول الضرب، أو ليستمع إلى شرح المعلم أو ليبحث عن موقع على الخارطة أو في الأطلس ،إن هذا المتعلم يمارس انضباطا خارجيا ،خاصة إذا كان يقوم بالعمل تنفيذا لأوامر المعلم0 أما التلميذ الذي يبحث عن كتاب في المكتبة ليستزيد من معلومات يحتاج إليها حول لأسباب الحروب الصليبية ، وذلك الذي ينزل إلى الحديقة ويحفر حول جذور النبات باحثا عن معرفة كيف ينمو النبات، وذلك الطفل الذي يرفع يده طارحا على المعلم أسئلة حول موضوع الدرس ، إن هذا المتعلم يمارس انضباطا ونظاما داخليا ( من الداخل) 0 فالمتعلم الذي يعرف لم يسعى لتحقيق هدف ما أو لم يبحث عن المعرفة يمارس الضبط من الداخل ، أما ذلك الذي ينفذ رغبات الآخرين في ذلك فيمارس الضبط من الخارج0

كفايات المعلم في إدارة الصف :

تتطلب إدارة الصف من المعلم بعض الكفايات الأساسية مثل:

أولا : معرفة الطلاب :

وهنا يطلب من المعلم معرفة ما يلي:

ا- يرتبط بهؤلاء الطلاب / الطالبات خصائص متعددة أهمها:
أ- الفروق الفردية وتباين القدرات والاستعداد الطبيعي0

ب- الخلفية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وانعكاسها على التعلم والتعليم0

ج- الفئة العمرية وما يربط بها من احتياجات طبيعة وتغيرات جسمية وانفعالية0

د- زمر الرفاق ومستويات التجانس والاختلاف0

2- ما يتعلق بالمكونات المدرسية المساندة :

ونذكر من هذه المكونات ما يلي :

أ- عدد الطلاب للمعلم الواحد ( معلم/ طالب ،معلمة / طالبة)0

ب- عدد الطلاب/ الطالبات في الصف ( مستوى الازدحام الصفي)0

ج- المنهاج من حيث تشعب موضوعاته ،واتساع آفاقه ،وتوافر الكتب المدرسية

المقررة0

د- الأنشطة المدرسية والصفية ،توافرها والتخطيط لها0

3- كفايات شخصية :

ويرتبط بهؤلاء أيضا خصائص مختلفة أهمها:

أ‌- مستوى التأهل الأكاديمي والإعداد المسلكي والمهني والخبرة في التدريس0

ب‌- الخلفية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وأثرها في تشكيل تصوراتهم عن

التدريس والطلاب/والطالبات0

ج- القابلية والاستعداد للنمو المهني 0

د- مكانة المعلم/ المعلمة في المجتمع وعلى سلم التنظيم ، أي مكانة موقفه

الوظيفي0

ه- قنوات الاتصال المتاحة للمعلم /المعلمة واتجاهاتها ،على مستوى الإدارة

والإشراف التربوي0