يقع هذا التل الى الشرق من مدينة غـزة، ويرتفع بنحو (85) متراً فوق مستوى سطح البحر، من هنا جاءت أهميته كموقع استراتيجي عسكري، وكمفتاح لمدينة غـزة عسكرت عليه جنود نابليون بونابرت، وقتل أمامه آلاف من جنود الحلفاء في الحرب العالمية الأولى أمام تصدي القوات الثمانية، دفنوا جميعاً في "مقبرة الحرب العالمية الأولى" في غـزة .
وقد استفاد العرب المسلمون أيام الفتح الاسلامي من هذا الموقع فاستعملوه كموقع ل"النطرة" تلبية لما فعله الخلفاء الراشدون من اختيار الأماكن المرتفعة وجعلها "مناطير" أي أبراجاً للمراقبة حيث يعسكر رجال النطرة، فاذا ما تعرضت المدينة للغزو أشعلوا فوق هذا التل النيران ليلاً، أو الدخان نهاراً ليبلغ سكان المدينة بسرعة عن العدو القادم. من هنا جاءت تسميته "المنطار"، وليس كما يحلو للبعض تحريفه -خاصة المستشرقين منهم- بقولهما انه مشتق من اسم "منطوريوس" أو "بيرفيريوس" وهو الرجل الذي أدخل الديانة المسيحية الى مدينة غـزة في اوائل القرن الخامس الميلادي، أو كما يدعى البعض بأن أحد الرجال الصالحين ويدعى "من قد طار" أثناء تشييع جثمانه وهبط بهذا المكان، فسمى عملياً بهذا الاسم … وجميعها ادعاءات لا سند لها، وخير دليل على ذلك تعدد وانتشار اسم "المنطار" في معظم المدن الفلسطينية، وكذلك الأردنية على تلك المواقع المرتفعة أو الجبال التي تشرف على المدن أو القرى. وقد تعززت أهمية "تل المنطار" من وجود ضريح أحد أولياء الله الصالحين وهو "الشيخ محمد البطاحي" من رجال القرن الخامس الهجري حيث كان يعقد له سكان غـزة خاصة وأبناء فلسطين عامة موسماً يدعى "موسم المنطار" في كل عام، ولهذا الشيخ قرابة وطيدة ب "الشيخ رضوان" الذي ينسب اليه حي الشيخ رضوان،شمال مدينة غزة و الشيخ عجلين المدفون في جنوب مدينة غزة حيث ضاحية "الشيخ عجلين"، وهما أبناء الشيخ أبو عرقوب زين قرية حمادة ابن الشيخ علي بن عليم المدفون في "أرسوف" بالقرب من يافا والذي يعود بنسبه الى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كما ذكر بذلك كل من مجير الدين الحنبلي والشيخ النابلسي .